زيارة ملهمة إلى كلية غزة صمود التعليم تحت نار الحرب

 تشرفت اليوم بزيارة مدرسة كلية غزة برفقة صديقي العزيز أبو فايز الخالدي، حيث التقينا بالمهندس الفاضل مروان ترزي (أبو وديع)، مدير الكلية، الذي يجسد مثالاً حيًّا على الإصرار والانتماء.رغم الحرب الطاحنة والظروف القاسية التي تعصف بغزة، اختار أن يبقى في شمالها، محافظًا على استمرارية الرسالة التعليمية التي تحملها المدرسة منذ تأسيسها عام 1942.

ما رأيته اليوم لم يكن مجرد مدرسة تؤدي واجبها التعليمي، بل قلعة من قلاع الصمود الثقافي والوطني.

 الطلبة يتعلمون وجاهياً رغم الأخطار المحدقة، في صورة تعكس عمق الانتماء للأرض، حيث ننتزع الحق في التعليم من فم الموت بكل شجاعة وإصرار.

ومن بين الفعاليات اللافتة، قدّمت مجموعة من الطلبة عرضاً للدبكة الشعبية، في مشهد يحمل رسالة واضحة للعالم: نحن هنا باقون، متجذرون في أرضنا، متمسكون بتراثنا، ولن تُطفئ الحرب شعلة حياتنا.

وفي زاوية أخرى من المدرسة، كان عدد من الطلبة يتعلمون الموسيقى ويعزفون، في لحظة نابضة بالأمل والجمال. كانت الألحان تنبعث كأنها صدى لروح الشعب الفلسطيني، تعبيراً عن ثقافته، ورفضه للموت بصوت الحياة.كلية ومدرسة غزة ليست مجرد مؤسسة تعليمية، بل شاهد على التحدي، وعلى إرادة لا تنكسر، وعلى شعب يحوّل الألم إلى إبداع، والفقد إلى حلم مستمر بالحياة والحريةمدير عام الامتحاناتجمال محمد يوسف